لهذه الأسباب.. اقتصاد أميركا الأكبر في العالم

يحمل لقب الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد في العالم معاني أكبر من أن الولايات المتحدة لديها أعلى ناتج محلي إجمالي قارب 19 تريليون دولار العام الماضي، فهي أيضا حاضنة لأكبر سوق استهلاكي في العالم، بالتالي، ثاني أكبر قوة شرائية.
ويبقى اقتصاد الولايات المتحدة الخيار الأول للمستثمرين الأجانب، حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر حتى عام 2014 نحو 3 تريليونات دولار، وفقا لأحدث تقرير أصدرته منظمة الاستثمار الدولي.
نرشح لك.. خبير مصرفي: هل يسحب قطاع العقارات الياباني البساط من الصين؟
ويعتبر قطاع التصنيع أحد أهم القطاعات التي تدعم أكبر اقتصاد في العالم، والولايات المتحدة تعد ثاني أكبر مصنع في العالم بعد الصين، حيث تبلغ مساهمة هذا القطاع تريليوني دولار سنوياً، وتمثل السلع المصنعة نصف الصادرات الأميركية.
وأبرز المنتجات التي تصنعها الولايات المتحدة، هي: المنتجات البترولية المكررة والشاحنات الخفيفة إلى جانب المستحضرات الصيدلانية والطائرات والسيارات، وتستحوذ شركات التصنيع على 77%، من إجمالي إنفاق القطاع الخاص على البحث والتطوير، ما يساهم في الابتكار بشكل كبير.
أكثر الشركات ابتكاراً في العالم
وفي الواقع أظهرت قائمة فوربس لأكثر 25 شركة ابتكاراً لعام 2016، كما أن أكثر 5 شركات ابتكاراً في العالم هي شركات أميركية، ومن بين القائمة، 16 شركة كانت أميركية.
والشركات الأميركية، بالأخص العاملة في التكنولوجيا، تتصدر قائمة أكبر الشركات حجما من ناحية القيمة السوقية، وهي ألفابيت وأمازون وآبل وفيسبوك مايكروسوفت، علما أن إجمالي أرباحها في الربع الأول بلغت 25 مليار دولار.
إنها القوة الأعظم فى تاريخ الإنسانية منذ الإمبراطورية الرومانية. لم يحدث أن توفر لأمة من عوامل القوة والتفوق والتأثير على الآخرين ما توفر للولايات المتحدة الأمريكية منذ النصف الثانى من القرن الماضى وحتى اليوم.
مع ذلك، فالتاريخ ليس سوى قصة لصعود الأمم وانهيارها. إنه دورة طبيعية، كدورة النمو الإنسانى من الطفولة إلى الشيخوخة مروراً بالفتوة والفحولة. ماذا يحدث إذا انهارت الولايات المتحدة؟ أى عالم ستخلفه وراءها؟
نرشح لك: ومازال ارتفاع أسعار الذهب تصعد بـ 1.6% إلى أكثر من 1930 دولار للأونصة
أمريكا تكتب قواعد عمل العالم
الولايات المتحدة هى التى «صنعت العالم» الذى نعيش فيه. هى التى صاغت قواعد عمله، ورسمت هيكله وطريقة دورانه. نأخذ الكثير من الأشياء من حولنا كمسلمات لأننا اعتدنا عليها. اعتدنا سلاماً مديداً دون حروب بين القوى الكبرى. هذه ظاهرة تكاد تكون غير مسبوقة فى التاريخ المعاصر. القرون السابقة شهدت حروباً ضارية بين القوى العظمى المتطاحنة. لستين عاماً استمر هذا السلام الذى ترعاه الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
اعتدنا الازدهار الاقتصادى أيضاً. منذ الخمسينيات وحتى اليوم ينمو الاقتصاد العالمى بمعدل 4% سنوياً. فى العصور التاريخية السابقة لم يكن النمو يتجاوز 1% سنوياً. اعتدنا تحركاً مستمراً صوب الديمقراطية، حتى وصل عدد الدول الديمقراطية إلى 123 دولة فى 2005 بعدما لم يكن يتجاوز 12 دولة بنهاية الحرب الثانية. الاعتياد على هذا العالم يجعلنا ننسى أنه لولا هيكل وطبيعة النظام الدولى الحالى ما كان ازدهاراً ولا انتشرت ديمقراطية ولا عمّ سلام!
تطور العالم في اتجاه الاقتصاد الحر
عالمنا ليس مثالياً، ولكنه قفزة هائلة للأمام بالمقارنة بالقرون السابقة. عوامل كثيرة ساعدت على تطور العالم فى اتجاه الاقتصاد الحر والديمقراطية والسلام. النمو التكنولوجى والتجارة والاعتماد المتبادل بين الدول، كلها ظروف ساعدت على تكوين عالمنا المعاصر. على أن العامل الحاسم تمثّل فى الهيمنة الأمريكية.
هذا هو جوهر الرؤية التى يطرحها خبير العلاقات الدولية الأشهر «روبرت كاجان» فى كتابه «العالم الذى صنعته أمريكا» The world America made (صادر فى 2012). قد يكون مفيداً الإطلال على مثل هذه الأفكار فى هذا التوقيت بالذات. العالم يمر- كما يبدو- بمخاض صعب. الولايات المتحدة مُحرك أساسى للأحداث الكبرى، سواء بالفعل أو الامتناع عن الفعل.
نرشح لك: أهمها تراجع معدلات التضخم وخفض سعر الفائدة.. مفاجآت تنتظر الاقتصاد العالمي في 2024