التهاب الرتوج القولوني: مرض شائع يحتاج إلى وعي مبكر

في ضوء التقارير الطبية الحديثة الصادرة عن موقع “Harvard Health Publishing”، حذّر متخصصون من مضاعفات التهاب الرتوج القولوني، وهو التهاب يصيب الجيوب الصغيرة التي تُعرف بـ”الرتوج”، والتي قد تتطور داخل القولون، وتحديدًا في منطقة القولون السيني على الجانب الأيسر من البطن.

وأوضح التقرير أن الرتوج هي جيوب أو حفر صغيرة تنشأ نتيجة انتفاخ البقع الضعيفة في بطانة القولون إلى الخارج، وتعد الإصابة بها أمرًا شائعًا جدًا مع التقدم في العمر، حيث تُصيب نحو 70% من الأشخاص مع بلوغ سن الثمانين. ورغم ذلك، فإن وجود الرتوج في حد ذاته لا يسبب مشكلات صحية في أغلب الحالات، إلا في حال تعرضها للعدوى أو الالتهاب، وهنا يُطلق عليها اسم “التهاب الرتوج”.

ويؤكد الأطباء أن الفارق الأساسي بين الرتوج والتهاب الرتوج هو أن الأولى لا تسبب أعراضًا غالبًا، بينما يتسبب الثاني في ظهور أعراض حادة مثل الانتفاخ، الإسهال، الإمساك، وجود دم في البراز، ألم شديد في الجزء السفلي الأيسر من البطن، وأحيانًا حمى، قشعريرة، وقيء.

وشدد الأطباء على أهمية التوجه للطبيب فور الشعور بهذه الأعراض، لأن التهاب الرتوج قد يتطور إلى خراج خطير يمكن أن يمتد إلى الأنسجة المجاورة، وقد يصل إلى مرحلة تهدد الحياة في حال الإهمال، فضلًا عن أن بعض الآلام غير المعتادة في القولون قد تكون مؤشرًا على أمراض أكثر خطورة مثل السرطان.

أما عن مسألة شفاء التهاب الرتوج، فأشار التقرير إلى أنه في بعض الحالات البسيطة قد يتم الشفاء تلقائيًا، لكن في حالات أخرى، خصوصًا مع وجود خراج، أو أعراض شديدة لا تتحسن، أو ضعف بالمناعة أو وجود أمراض مزمنة كالكبد والكلى، يُوصى باستخدام المضادات الحيوية.

وفي الحالات الشديدة، قد تستدعي الحالة إدخال المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، بما في ذلك إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وفي حال تشكّل خراج، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة مصدر العدوى.

يأتي هذا التحذير ضمن جهود التوعية بأهمية الكشف المبكر والمتابعة الطبية الدورية، خاصةً مع التقدم في العمر، للحد من مضاعفات الأمراض الشائعة المرتبطة بالجهاز الهضمي، وضمان الحفاظ على جودة حياة أفضل.

نرشح لك:تحذير طبي: لا تتناول مسكنات الألم على معدة فارغة