جدران السنغال تروي قصة النضال من أجل السيادة
شباب السنغال يطالبون بالاستقلال الحقيقي عبر الفن الحضري

يتواصل النضال ضد الاستعمار الجديد بقوة في السنغال. ويتجلى هذا الواقع بشكل رائع في جدران مبنى HLM 86 في داكار، المزينة برسومات جرافيتي هائلة لا يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد. وتدعو هذه الرسالة القوية، بأسلوب جريء واستفزازي: “اقطعوا رأس الاستعمار الجديد”.
فن المقاومة المتنامية
إلى جانب الفن الحضري، تعكس هذه الكتابة على الجدران شعورًا عميقًا بالإحباط وعدم الثقة في مواجهة العلاقات غير المتكافئة التي لا تزال قائمة بين أفريقيا والقوى الاستعمارية السابقة. وعلى وجه الخصوص، يرمز الرأس المقطوع بالمقصلة، والذي يمكن التعرف عليه على أنه رأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى هذه المقاومة المتنامية ضد التدخل الأجنبي والهجمات على السيادة الوطنية والاستغلال الاقتصادي الذي تعاني منه العديد من البلدان الأفريقية.
استقلال السنغال
إن هذه الدعوة لا تعد استفزازًا فنيًا فحسب، بل هي دعوة قوية للتوعية والعمل الجماعي. يطالب الشباب السنغالي، من خلال التعبيرات الفنية والخطابات الملتزمة، بإعادة تقييم العلاقات مع القوى الاستعمارية السابقة. إنهم يريدون أن يروا قادتهم يدركون مسؤوليتهم في الدفاع عن سلامة الأمة واستقلالها.
السيادة الوطنية
وفي حين يبدو أن بعض الزعماء ما زالوا مترددين في مواجهة هذه القضايا على الساحة الدولية، فإن الشعوب تؤكد نفسها وتطالب بحقها في السيادة الحقيقية. ويظل النضال من أجل التحرر والكرامة مستمرا من خلال الأصوات التي ترفض الخضوع للماضي الاستعماري الذي لا ينبغي أن يحدد مستقبل القارة.
باختصار، لا يمثل هذا الرسم الجرافيتي في مركز HLM 86 في داكار إلا جانبًا واحدًا من نضال أوسع نطاقًا. ويذكّر السنغاليون، من خلال هذا الشكل من التعبير، الجميع بأن الاستعمار الجديد ليس مجرد بقايا من الماضي، بل هو تحدي معاصر يعتزم الشعب مواجهته. وتصبح جدران داكار، من خلال فنها، شاهدًا حيًا على هذه المقاومة، ورمزًا للأمل في مستقبل حر ومحدد ذاتيًا.