حقنة شهرية جديدة تقضي على أعراض كرون والقولون التقرحي

كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن تطوير حقنة جديدة فعالة لعلاج مرضى داء كرون والتهاب القولون التقرحي، وهما من أكثر أمراض الأمعاء الالتهابية إزعاجًا ومشقة. وتُعطى هذه الحقنة، التي تحتوي على دواء “جوسيلكوماب”، مرة واحدة شهريًا فقط، وتُظهر نتائج مبشرة في القضاء على الأعراض خلال مدة لا تتجاوز 12 أسبوعًا.

ويعمل الدواء عن طريق استهداف الخلايا المناعية المسببة للالتهاب، مما يؤدي إلى تراجع كبير في الأعراض المعوية المؤلمة، مثل الإسهال المزمن وآلام البطن وفقدان الوزن والإرهاق.

فعالية واعدة لدى مرضى داء كرون والقولون التقرحي

تشير الدراسات إلى أن أكثر من 50% من مرضى داء كرون استجابوا بشكل ملحوظ للعلاج خلال أول 3 أشهر، فيما أظهرت النتائج أن 25% من مرضى التهاب القولون التقرحي تحسنوا بنفس الدرجة بعد بدء العلاج.

يُعد داء كرون من الأمراض المزمنة المعقدة، حيث يهاجم الجهاز المناعي بطانة الأمعاء وأجزاء أخرى من الجسم، وقد يصيب الفم والشرج والعينين والمفاصل. ويعاني منه أكثر من 500 ألف شخص في المملكة المتحدة، كما قد يحتاج ثلثهم إلى تدخل جراحي.

أما التهاب القولون التقرحي، فيُصيب ما يقرب من 146 ألف شخص، وتظهر أعراضه على شكل إسهال مصحوب بدم، وألم في البطن، وحاجة متكررة لدخول المرحاض.

موافقة رسمية وتمهيد للطرح على هيئة الصحة البريطانية

حصل العقار الجديد “جوسيلكوماب” على موافقة هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، ما يمهد الطريق لطرحه ضمن خدمات هيئة الصحة الوطنية (NHS) خلال العام القادم، خاصةً للمرضى الذين لم تُظهر العلاجات البيولوجية التقليدية استجابة فعالة لديهم.

ومن المتوقع أن يُحدث العقار فرقًا ملموسًا في حياة المرضى، خاصةً مع سعره الذي يصل إلى 2250 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا، والذي يُعد أقل تكلفة مقارنة بالخيارات الجراحية أو الاستشفاء المتكرر الناتج عن مضاعفات هذه الأمراض.

نقلة نوعية في علاج أمراض الأمعاء الالتهابية

يوفر هذا الابتكار الطبي أملًا جديدًا للملايين حول العالم ممن يعانون من أمراض مزمنة ومؤلمة، ويُمثل إضافة مهمة إلى ترسانة العلاجات البيولوجية التي تعمل على تهدئة فرط نشاط الجهاز المناعي، ما يساعد المرضى على استعادة جودة الحياة والحد من المضاعفات الخطيرة.