“خيط الجريمة” عندما يكشف الأمن ألغاز القضايا المعقدة
جريمة حدائق المعادي مهندس يقتل أسرته وصديقه بسبب الميراث

في إطار سلسلة “خيط الجريمة”، التي تُعرض على مدار شهر رمضان، نسلط الضوء على قضايا واقعية هزّت المجتمع وكشفت عن ذكاء الأجهزة الأمنية في فك طلاسم الجرائم الغامضة، والوصول إلى خيط يقود إلى الجاني. اليوم، نستعرض جريمة مأساوية شهدتها منطقة حدائق المعادي، حيث أقدم مهندس على إنهاء حياة أربعة أشخاص من أسرته وصديقه بسبب خلافات حول الميراث.
خلاف عائلي ينتهي بمجزرة دموية
بدأت الأحداث عندما اشتد الخلاف بين الابن “أحمد .م”، وهو مهندس، ووالده بسبب رغبة الابن في الاستحواذ على كافة ممتلكات العائلة، الأمر الذي دفعه إلى إجبار والده على توقيع أوراق مبايعة تُسجل له جميع الممتلكات. لم يتوقف عند ذلك، بل تطور الأمر إلى استخدام العنف المفرط، حيث أخرج بندقية آلية وأطلق النار على والده، ليسقط قتيلًا في الحال.
مجزرة داخل المنزل القاتل لا يرحم أحدًا
لم تمر لحظات حتى هرولت الأم “عزة” إلى الغرفة بعد سماعها دوي الأعيرة النارية، محاولة معرفة ما يحدث، إلا أن ابنها لم يتردد وأطلق عليها رصاصة قاتلة. لم يكن هذا كافيًا له، فقام بتوجيه سلاحه نحو شقيقه “هيثم” وأرداه قتيلًا أيضًا، ولم يسلم صديق عمره “محمد”، الذي كان موجودًا بالمنزل بالصدفة، ليكون الضحية الرابعة في هذه المجزرة العائلية المروعة.
محاولة يائسة لإخفاء الجريمة
بعد إدراكه هول ما فعل، خطط القاتل لإخفاء الجثث، حيث قرر دفنها على سطح المنزل، ووضع فوقها كتلًا من الرمال والأسمنت لإخفاء آثار الجريمة. ولكن سرعان ما كشفت الأجهزة الأمنية تفاصيل الواقعة بعد تلقي بلاغات حول اختفاء الضحايا، لتبدأ رحلة البحث والتحقيق التي انتهت بكشف هذه الجريمة المروعة.
تحقيقات النيابة تكشف الحقيقة
انتقلت قوة من النيابة العامة إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة اللازمة، وأمرت بنقل الجثث الأربع إلى مشرحة زينهم، مع تكليف فرق البحث الجنائي بسرعة إجراء التحريات لكشف ملابسات الواقعة، حيث تبين أن القاتل ارتكب جريمته بدافع الطمع والجشع، ولم يتردد في قتل أقرب الناس إليه من أجل المال.
إحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية
بعد استكمال التحقيقات وجمع الأدلة، قررت النيابة العامة إحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، في انتظار القصاص العادل الذي ينصف الضحايا، ويضع حدًا لهذه الجريمة البشعة التي صدمت المجتمع.
تبقى هذه القضايا بمثابة تحذير للمجتمع بأهمية نبذ العنف والطمع، حيث تبرز كيف يمكن للجشع أن يُحَوِّل الإنسان إلى قاتل بلا رحمة، وما يمكن أن تفعله النزاعات العائلية عندما تتفاقم دون حلول سلمية.