“في زنزانة الموت قصص معلّقة بين الحياة والقصاص”
"داخل الزنزانة تنكشف مشاعر الندم والخوف والاستسلام"

داخل جدران ضيقة وسكون قاتل، يعيش المحكوم عليهم بالإعدام أيامهم الأخيرة في زنزانات معزولة، بعيدًا عن صخب الحياة وضجيج السجون. حيث يتوقف الزمن، ويقترب الموت بخطى ثابتة، لتبدأ رحلة إنسانية قاسية لا يفهمها سوى من مرّ بها.
لحظات الانتظار بين صدور الحكم وتنفيذه تكشف عن وجوه مختلفة للمحكومين: منهم من ينهار نادمًا، باكيًا، متضرعًا للمغفرة، ومنهم من يقف في تحدٍ صامت، لا يكترث بالمصير، وكأن الموت لا يعني له شيئًا. في مشهد تتقاطع فيه مشاعر البشر ما بين الخوف، والندم، والتصالح مع النهاية.
بين زنزانة الإعدام وغرفة التنفيذ
بمجرد صدور الحكم، يتم نقل السجين إلى زنزانة الإعدام المنفصلة. يختلف تعامل السجناء مع هذه اللحظات؛ بعضهم يدخل في إنكار تام، يترقب معجزة أو تدخلًا ينقذه، وآخرون يتحولون إلى هدوء يشبه الموت المبكر. وفي حالات نادرة، يقابل السجين مصيره بابتسامة باردة.
اللقاء الأخير وداع يسبق النهاية
قبل التنفيذ بساعات، يُمنح السجين فرصة للقاء فرد من عائلته، أو كتابة رسالته الأخيرة، في لحظة تُختزل فيها كل المشاعر، وتُقال فيها الكلمات الأخيرة بثقل لا يُقارن.
أشهر تلك المواقف كان صمت “سفاح الجيزة”، في حين واجه هشام عشماوي المصير بلا ردة فعل تُذكر.
المسير الأخير
يُقتاد السجين إلى غرفة الإعدام وسط إجراءات صارمة، يصاحبه ضابط، طبيب، ورجل دين، وتختلف خطواته بين من ترتعش قدماه، ومن يسير ثابتًا كأنه ذاهب لنهاية يعلمها منذ زمن.
وفي ثوانٍ، يُسدل الستار على حياة المجرم، وتُسجل قصته ضمن أرشيف العدالة الجنائية.
ما بين الموت والعدالة تبقى الأسئلة
رغم بشاعة الجرائم المرتكبة، تظل لحظة مواجهة الموت بتوقيت معلوم تجربة إنسانية مرعبة، تنكشف فيها النفس البشرية في أصدق حالاتها. وبين من يرى أن الإعدام هو القصاص العادل، ومن يطرح تساؤلات أخلاقية عن طبيعة العدالة، يبقى السؤال الأهم: كيف يعيش الإنسان حين يعلم أن الغد ليس له؟ وأن العد التنازلي لحياته قد بدأ؟
نرشح للك:محكمة النقض تقترب من حسم مصير “أم شهد” شريكة سفاح التجمع