قلة النوم.. خطر صامت يُهدد الدماغ ويؤدي إلى صداع مزمن
الحرمان من النوم قد يُسبب الصداع والاضطرابات العصبية ونوبات الصرع

يُعدّ النوم وظيفة أساسية للحفاظ على صحة الدماغ والجسم، لكن مع تزايد ضغوط الحياة المعاصرة، مثل ارتفاع ساعات العمل، والاستخدام المفرط للشاشات، والأنماط الحياتية غير المنتظمة، أصبح الحرمان من النوم مشكلة متفاقمة تؤثر سلبًا على الصحة العامة، وخاصة صحة الدماغ.
ويُحذر الخبراء من أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى اضطراب في نمط النوم والاستيقاظ داخل الجسم، مما يُسبب صداعًا شديدًا قد يُعيق أداء المهام اليومية. ووفقًا لموقع “تايمز ناو”، فإن قلة النوم تدفع مركز الألم في الدماغ إلى العمل بشكل مفرط، مما يؤدي إلى الصداع المزمن، بل وقد يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات صرع ومشاكل عصبية أخرى.
كيف تُؤثر قلة النوم على الدماغ؟
ترتبط قلة النوم بحدوث خلل في توازن النواقل العصبية، مما يزيد من حساسية الدماغ للألم. وتشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يُعانون من قلة النوم أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من الصداع، مثل الصداع النصفي وصداع التوتر. كما أن الحرمان من الراحة يرفع مستويات هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، مما يُفاقم من شدة الصداع.
ويلعب عدد من العوامل دورًا رئيسيًا في العلاقة بين النوم والصداع، ومن بينها:
-
السيروتونين: وهو ناقل عصبي مهم يؤثر على دورة النوم واليقظة.
-
الجهاز اللمفاوي في الدماغ: المسؤول عن التخلص من الفضلات العصبية، وعند اضطراب النوم، يضعف أداؤه، مما قد يُساهم في حدوث الصداع.
-
الوطاء وجذع الدماغ: تُشير الدراسات إلى أن اضطرابات النوم المرتبطة بمشاكل في الوطاء تؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي وصداع التوتر.
قلة النوم ونوبات الصرع
إضافةً إلى الصداع، يُمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة خطر نوبات الصرع، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم استعداد للإصابة بها. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب السريري، فإن الحرمان من النوم يُقلّل من عتبة حدوث النوبات، مما يزيد من احتمالية تكرارها وشدتها.
طرق الوقاية وتحسين جودة النوم
للوقاية من الصداع والمضاعفات الصحية الناتجة عن قلة النوم، يُنصح باتباع بعض العادات الصحية التي تُحسّن جودة النوم، ومنها:
-
الالتزام بجدول نوم ثابت، بحيث يتم النوم والاستيقاظ في نفس التوقيت يوميًا.
-
تهيئة غرفة نوم مناسبة، بحيث تكون مظلمة وهادئة ومريحة.
-
تجنب تناول الكافيين أو الوجبات الدسمة قبل النوم.
-
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن ليس قبل النوم مباشرة.
-
الابتعاد عن الشاشات الإلكترونية قبل النوم.
-
إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
مع تزايد مشكلات الحرمان من النوم عالميًا، فإن إدراك العلاقة بين النوم والصحة العصبية يُعدّ مفتاحًا للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الصداع والمضاعفات الخطيرة الأخرى على المدى الطويل.
نرشح للك:استعادة نظام النوم الصحي بعد رمضان: مشروبات تساعد على الاسترخاء