مؤتمر التعليم التكنولوجي يناقش مستقبل الوظائف في العصر الرقمي
خبراء ومؤسسات تعليمية وصناعية يناقشون تحديات سوق العمل

على هامش فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي، المُقام تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبرئاسة الدكتور أحمد الجيوشي أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية، تحت شعار “تعليم اليوم من أجل وظائف الغد”، شهدت جلسة نقاشية موسعة حول “مستقبل الوظائف وسوق العمل ونظم المعلومات”، بمشاركة نخبة من خبراء التعليم والصناعة، وذلك في ظل المتغيرات المتسارعة الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي.
رأس الجلسة الدكتور هاني منيب، الأستاذ المتفرغ بكلية الهندسة – جامعة حلوان، وناقش خلالها الحضور أبرز التحديات والفرص التي تفرضها الرقمنة على المهارات المطلوبة في سوق العمل، ودور نظم المعلومات في تشكيل خريطة الوظائف المستقبلية، إلى جانب أهمية تطوير البنية التحتية الرقمية والسياسات الخاصة بالعمل عن بُعد.
وفي مستهل الجلسة، تحدثت الدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، عن “مرصد سوق العمل الدولي”، كمبادرة استراتيجية تستهدف ربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق العالمي، وتأهيل العمالة المصرية وفقًا للمعايير الدولية لتصدير الكفاءات إلى الخارج، بالتعاون مع وزارات التعليم العالي، والتربية والتعليم، والقوى العاملة، مما يسهم في تقليل البطالة وزيادة تحويلات النقد الأجنبي.
وأضافت أن المرصد يعمل من خلال التنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، إلى جانب تحديث المناهج التعليمية بما يتماشى مع تطورات سوق العمل العالمي، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإمداد الأسواق بالعمالة المدربة خاصة في مجالات التكنولوجيا والزراعة.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد سعد، عميد الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا بجامعة أسيوط التكنولوجية الدولية، أن سوق وظائف التكنولوجيا يشهد تحولات جذرية، تتطلب التركيز على مهارات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والأنظمة الآلية، مشيرًا إلى تدريب الطلاب عمليًا في معامل متطورة تشمل تقنيات مثل الـ(CNC)، والهيدروليك، والتحكم الآلي.
وشدد على أهمية ربط المناهج التعليمية باحتياجات الصناعة، خاصة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتحول الأخضر، مستعرضًا بعض النماذج التطبيقية لمشروعات طلابية ناجحة، منها تصميم ماكينة لإعادة تدوير مخلفات الموز، وتطوير أنظمة الطاقة الشمسية.
كما أوضح الدكتور جان هنري، القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، أن تكامل التعليم التكنولوجي مع الصناعة يُعد من أهم محاور تطوير منظومة التعليم العالي في مصر، مشيرًا إلى أهمية وحدات متابعة الخريجين لتقييم أدائهم وتطوير المناهج بناءً على احتياجات سوق العمل، إلى جانب تشجيع البحث التطبيقي كوسيلة لتعزيز التصنيع المحلي وخفض فاتورة الاستيراد.
وفي سياق متصل، تناول الدكتور عربي كشك، رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، البنية المرجعية للجامعات الذكية ودورها في ربط التعليم بسوق العمل، من خلال دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، إلى جانب تطوير المنصات الرقمية مثل نظم إدارة التعلم (LMS) ونظم (ERP)، مع تطبيق سياسات أمن سيبراني متقدمة.
وأشار إلى أهمية الشراكات مع الكيانات العالمية مثل “أمازون ويب سيرفيسز”، لتدريب الطلاب على المهارات الرقمية، وتنفيذ بروتوكولات تعاون مع الشركات الكبرى لتوظيف الخريجين مباشرة في مجالات مثل التصنيع الذكي والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية متواصلة في الحوسبة السحابية، عبر مبادرات مثل “تعليم عالٍ آمن رقميًا”.
واختتم حديثه بالإشادة بتجربة بنك المعرفة المصري كنموذج ناجح لمنصة تعليمية وبحثية رقمية معترف بها دوليًا من قبل منظمات مثل اليونسكو واليونيسف، مؤكدًا أن الجامعات الذكية تمثل نقلة نوعية في ربط التعليم باحتياجات الاقتصاد المعرفي، من خلال البنية التحتية الذكية، والشراكات الإستراتيجية، والتطوير المستمر للمناهج والمهارات.